(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ)
وهذا الإطلاق يدل على ان أهل الجنة تتحقق أمانيهم هناك ، فهم راضون عن وضعهم بالكامل ، وهذا الرضا لا يتحقق أبدا في الدنيا ، حتى قال قائلهم : ما كلما يتمنى المرء يدركه! وهذا فارق كبير بين أهل الجنة وأهل النّار.
(كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ)
أما غيرهم من المؤمنين فانّهم يظلون في نار جهنم حتى تذهب آثار الذنوب التي ارتكبوها ، وبعدئذ يدخلون الجنة.
[٣٢] والمتقي يبقى في خطر عظيم حتى يأتيه اليقين وهو الموت ، إذ يخشى ان تزل قدمه قبل ان يصل الى نهايته فاذا استمر على الهدى حتى الموت فهو الطيب.
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وبالرغم من أن هناك مسافة زمنية واسعة بين الموت ودخول جنات الخلد ، الا ان الملائكة تبشر المتقين عند موتهم بأنهم داخلوها حتما ، مضافا الى أنهم يعيشون خلال الفترة في جنان ورياض مماثلة بجنات الخلد ، (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ).
[٣٣] أما غير المتقين ، فان أكبر خطأ لهم انهم ينتظرون احاطة الخطر بهم حتى يعترفوا به ، وانئذ لا ينفعهم ايمانهم ، ذلك أن الدنيا دار اختبار وانما يختبر مدى ايمان الفرد وتقواه ، وقوة إرادته وعقله إذا انذر بالخطر وأبلغ بالحقائق قبل ان يراها ، أما بعدئذ فكل النّاس سواء ، وكل شخص يهرب من الخطر الّذي يبصره ، ولكن العقلاء