وحدهم يتجنبون الخطر في الوقت المناسب ، وعند ما تأتيهم نذره. وتظهر لهم ارهاصاته.
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ)
أي هل ينتظرون الملائكة حتى يؤمنوا ، وإذا نزلت الملائكة انعدم الابتلاء.
(أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ)
من العذاب ، فآنئذ يؤمنون ، وماذا ينفعهم ايمانهم إذا رأوا العذاب؟
(كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
فدمرهم الله شر تدمير.
(وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
ان مثل هؤلاء كمثل رجل يبصر بعينه بئرا فلا يعترف بها حتى يقع فيها وتتهشم عظامه ، فيقول الآن آمنت انها كانت بئرا! فلما ذا إذا زودت بعين ، أو ليس لكي ترى أمامك الطريق؟! وتتجنّب البئر قبل الوقوع فيه.
لماذا زوّد الإنسان بالعقل؟ أو ليس لكي يبصر الغيب ، أما الشهود فيحس به حتى الحيوان! ولماذا زود بالإرادة؟ أو ليس لكي يتحدى الشهوات ، أما الاسترسال معها فانه ليس بشيء! هكذا الخطر متى يقدر الإنسان على معالجته؟! عند ما ينتبه له بسبب علاماته المبكرة ، أما إذا أحدق به فكيف الفرار؟!
[٣٤] هكذا قامت الدنيا على أساس الانتفاع بالعقل والارادة ، والكفار لم يستفيدوا منهما.