(فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
أي حلّ بهم الفكر الّذي استهزءوا به ، فقد انتقم منهم الفكر الحق الّذي سخروا منه ، كما ان أفعالهم السيئة ، تحولت الى مشاكل وصعوبات دمرت حياتهم.
[٣٥] إذا فأن انتظار تحول الحق المبلّغ به الى واقع مشهود خطأ كبير ارتكبه الهالكون من قبلنا ، وعلينا تجنبه ، وخطأ آخر هو القدرية ، والاعتقاد بان الله لم يتركنا أحرارا في تصرفاتنا ، الا لأنه فوّض إلينا شؤون الحياة فيه نفعل كما نشاء ، ولو كان يريد غير ذلك لأجبرنا على ترك عبادة الطغاة.
(وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ)
فلا عبدنا المال المتمثل في الرأسمالية ، ولا عبدنا القوة المتمثلة في الطاغوت ، ولا عبدنا التراث المتمثل في الاباء.
(نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ)
فقلنا هذا حلال وهذا حرام حسب اهوائنا ، كما فعل الجاهليون ، حينما حرّموا البحيرة والسائبة ، وكما يضع الجاهليون اليوم قوانين تكبل طاقات الناس. وبتعبير آخر لم نخضع لسيادة السلطة الفاسدة ، ولم نطبق التشريعات البشرية.
(كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)
عبدوا الطاغوت ، وشرّعوا لأنفسهم ، وادّعوا ان الله فوّض إليهم ذلك الأمر ، ولكن لماذا بعث الله الرسل؟
(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)