وكل الناس في يوم القيامة سوف يختلطون ببعضهم ويموج بعضهم في بعض ، من دون ان يعرف هذا سيد وهذا مسود ، وهذا كبير وهذا صغير ـ بل يكونون كالنحل الذي يدخل بعضه في بعض عند الخلية من دون ان تكون هناك ميزة لواحدة دون أخرى ـ لا لكبير على صغير ، ولا لرجل على أنثى ، ولا لشيخ على شاب ، لأن الناس سيقفون على صعيد واحد عند ما يحشرون الى ربهم ، اذن فلتسقط هذه الاعتبارات الذاتية ، وليرتفع الإنسان الى مستوى القيم.
بينات من الآيات :
بناء السّد :
[٩٦] (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ)
أي وفّروا لي قطع الحديد ، والزبر هي القطع المجتمعة من شيء ، سواء كان ماديا كالحديد أو معنويا كالفكر ، فالكتاب السماوي يسمى زبورا لان فيه أفكار مجتمعة الى بعضها ، وكذلك الحديد الذي يجتمع الى بعضه يسمى أيضا زبرا.
وبعد ان طلب أهالي البلاد من ذي القرنين ان يساعدهم في محنتهم ، جمعهم ذو القرنين ونظم قواهم ، وطلب منهم أن يجمعوا قطع الحديد التي كانت متوفرة في بلادهم ، ثم أمرهم بأن ينفخوا في النار حول هذه القطع الحديدية ، فاشعلوا النار وأخذوا ينفخون فيها كما ينفخ أصحاب صناعة الحديد قديما في النار بطريقتهم الخاصة.
(قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً)
التهب الحديد من شدّة النار وهكذا التحمت القطع الحديدية ببعضها ، ولم يكتف بذلك بل.