ان السلطة القويمة هي السلطة التي تجمع قوى الناس وتعبؤها في سبيل مصلحتهم.
نحن نرى بلادنا تفتقر الى الصناعات الثقيلة برغم توفر كل الإمكانات لديها لانشائها. لماذا؟
لأن ذلك يستدعي تعبئة طاقات الامة كلها ، فالسلطة يجب ان تبني الجامعات لكي تتوفر الكوادر القيادية من العلماء ، والفنيين ، والأخصائيين ، الذين يمكنهم الاستفادة من الامكانات البشرية ، والمادية بهذه الأمور ، وهذه هي الفوائد الاساسية للسلطة الحكيمة وعليها ان تستخرج المعادن ، وتبني المشاريع الضخمة لتوفير الطاقة من بترول وكهرباء وعليها ان تمد الجسور والطرق. وتبني الموانئ ثم توفر الخطة والمال والقوانين المنسقة من أجل بناء صناعات ثقيلة ، وهناك يبدأ دور التعب في السعي والكّد والإبداع.
وعد الله :
[٩٨] (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)
أظهر ذو القرنين في تلك اللحظة التي أعجب الناس فيها بعبقريته وأكبروه أيما إكبار أظهر عجزه امام الله لكي لا يفتن الناس به انما يعبدوا ربهم ، انه قال : ان هذا السد سدّ منيع وهو عمل حضاري عظيم ، ولكن سيتهاوى حينما يأتي وعد الله ، يوم القيامة أو يوم ظهور الحجة ، أو يوم انتهاء مفعول السد تتقدم البشر حضاريا كعصرنا اليوم ، أو يوم يضعف ايمان الناس الذين كانوا أمام السد ، لا نعلم انما المهم أنه في اليوم الموعود سيتهاوى السد ، والأمور كلها بيد الله.
انه وعد الله يأتي حتما وليس في ذلك أي ريب ، وعلى الناس أن لا يناموا على