الفكرية التي تواجه البشر.
ان المصاب بهذا الداء يعتقد أن ما يعمله صالح ، بينما هو في جوهره فاسد ، وهكذا تصبح كل تطلعاته الخيرة وراء ذلك العمل ، وتصبح وقودا للسير الحثيث في الطريق الخطأ ، فلا يصل الى شيء من أهدافه ، بل يجد كل الخسارة في انتظاره.
وهذا الداء لا يصاب به الإنسان الا في المراحل المتقدمة من ضلالته ، ففي البداية تظل النفس اللوّامة تحذّره من الانحراف ونتائجه الوخيمة ، ويطل ضميره يوبّخه ، كما ان عقله يظل يضيء له شيئا من الطريق الصواب ، بالاضافة الى أنه كثيرا ما يجد من ينصحه ويعظه ويبين له الحقائق ، لهذا يبقى له أمل بأن يقوّم ما أعوجّ من أمره.
ولكنه إذا استمرّ وعاند ، فآنئذ يسلب الله منه ضميره وعقله ، ويجعل على بصره غشاوة وفي سمعه وقرا ، ويختم على قلبه ، وينفضّ الناصحون من حوله ، ليحل محلهم من يزّين له السوء ويشجعه عليه ، فينتهي به الأمر الى أن يكون شيطانا مريدا.
ثم يبين القرآن حقيقة هامة هي : ان ما يحسبه الإنسان ذا شأن خطير في حياته الدنيا ، من مال ، وبنين ، وجاه ، وسلطة وما أشبه هو عند الله تافه الا إذا سار في طريقه المستقيم.
وفور ما يحدثنا القرآن عن ضلالة الإنسان في الحياة الدنيا ، يذكر لنا هذه الشهوات التي تحجب قلب الإنسان وتوقعه في وهدة الضلالة ، وتكون السبب في وصوله الى ذلك الدرك الأسفل ، حيث يعمل شرّا ويحسب أنه عمل صالحا.
ثم يعرج القرآن الى الجانب الآخر حيث المؤمنون الصالحون عملا يسكنون الفردوس وهي أعالي الجنان ، وحينما يدخل الإنسان ذلك المكان يجد أنه قد خلق