اجتماعيا ، وسياسيا ، واقتصاديا ، وغير ذلك بزعم أن الله لم ينزل تشريعا سماويا عليهم ، بل تركهم في هذه الحياة سدى.
(إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً)
ان زعم هؤلاء لا يقوم على حجة سليمة ولا على دليل مقنع ، بل ان كل الحجج والأدلة المنطقية تناقضه وتؤيد ما هو ضدّه ، ولذلك فإنهم بهذا يعرضون أنفسهم لسخط الرب الذي أعدّ لهم مكانا يليق بهم وهو جهنم.
الأخسرون أعمالا :
[١٠٣] (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً)
[١٠٤] (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)
قديما حينما كانوا يريدون التأكد من جنون شخص كانوا يحضرون له برميلا بلا قعر ، ويطلبون منه أن يملأه ماء ، فان كان عاقلا امتنع عن ذلك ، وان كان مجنونا فانه يشرع في العمل بجد.
والأخسرون أعمالا هم كهذا المجنون ، يبذلون مساعيهم وجهودهم في الحياة ثم لا يقبضون شيئا ، كمن يصطاد الهواء بالشبك ، انهم لا يعلمون ما هو الشيء الباقي وما هو الشيء الزائل فمثلا يتعب الواحد منهم على أولاده ، ويضع جهوده ودينه وقيمه عليهم حتى يكبروا ، وما ان يبلغوا أشدهم ويعتمدوا على أنفسهم حتى يتركوا أباهم وحيدا في حسرته ، وأقصى ما ينفعونه تشييعه الى مثواه الأخير ، وقراءة الفاتحة على روحه أما في القبر والمحشر وعند الميزان فلا يغني أحد عن أحد شيئا.
وكذلك عند ما يسعى الإنسان من أجل الأموال ليكرّس الملايين فوق بعضها ،