ان أعمال الإنسان لا تحفظ الا في اطار الايمان بالله واليوم الآخر ، كما يحفظ الماء في البرميل السليم ، أمّا وضع أعماله في أي ظرف آخر فسوف تكون كالماء الموضوع في برميل لا قعر له.
(فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً)
برغم أنهم كانوا في الدنيا أثرياء وأصحاب سلطة وجاه ، وكان لهم وزن عند كثير من الناس ، الا أنهم يوم القيامة يأتون وليس لهم أي وزن ولا كرامة من عند الله ، وسوف يكونون أذل الناس وأحقرهم هناك.
[١٠٦] (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً)
ان الإنسان عند ما يلجأ الى الهزء والسخرية في مقابل الحقيقة ومن يحملها ، فانه يكون في أقصى درجات العناد ، والانغلاق على النفس ، وقساوة القلب ، ان له الحق في أن يتشكك في بادئ الأمر ، ويطالب بالدليل ، ويجادل بالعقل الى أن يقتنع ويطمئن ، أما أن يواجه الرسول والرسالة بالاستهزاء ، فهذا دليل على أنه لا يريد اتباع الحق أساسا ، فيا ترى أي مكان يليق بمثل هذا غير جهنم؟!
جزاء المؤمنين :
[١٠٧] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)
[١٠٨] (خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً)
يجب على الإنسان أن يكتشف أعماق ذاته ويتساءل : لماذا خلقت؟ وما الذي أطمح إليه؟