بعث من قبله رجالا لا يميزهم عن غيرهم سوى الوحي ، ألا فسألوا أهل العلم الّذين ذكروا بالبينات والزبر. والقرآن ذكر أنزل على محمد (ص) بهدف توضيح الرسالة التي نزلت عليهم تدريجيا ، والغاية الأسمى لها اثارة عقولهم ، وتحريضهم على التفكير.
بينات من الآيات :
العلم دليل الحقيقة :
[٣٨] السياق القرآني يتبع عادة أكثر من خط فكري واحد خلال درس أو سورة ، لأنه كتاب الله الّذي لا يشغله شأن عن شأن ، وإذا تدبرنا في نهايات آيات هذا الدرس الكريم تبين لنا أن السياق يحدثنا أيضا عن العلم ، بالإضافة الى حديثه عن الإيمان بالبعث ، وعن الهجرة في الله ، وعن الرسالة ، بل يكاد العلم يكون الخط الرابط بين موضوعات الآيات هذه ، ذلك ان العلم مسئولية خطيرة لأنه قرين العمل ، ويهتف به فإن وجده وإلّا ارتحل ، ولو لا العمل بالعلم فإن القرآن لا يسميه علما ، ذلك ان العلم ـ في الإسلام ـ ليس مجرد تراكم المعلومات في الحافظة البشرية كما تراكمها مثلا في الكمبيوتر ، بل هو انكشاف المعلومات بوضوح أمام العقل النير. وعند ما تنكشف الحقائق فإن العمل وفقها نتيجة فطرية لها.
ولكن هل العمل بالعلم سهل؟ كلا .. أو لم يقل الحديث الشريف :
«حديثنا صعب مستصعب»
فإن أمام العمل عقبات نفسية وواقعية لا بدّ من تجاوزها والتغلب عليها.
ولكي يتهرب البعض من مسئولية العلم يجهلون ، ويحلفون الإيمان المغلظة على جهلهم.