(وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
إن أعلى مثل يتطلع لتحقيقه البشر ، هو الوصول إلى القوة والفضيلة ، لكي يحقق الفضيلة بما يملكه من قوة ، والله عزيز وحكيم ، ومن يتبع مثل الله فهو يصل إلى العزة والحكمة باذنه.
والقرآن يهدي بهذه لكلمة الى ما يحب به كلّ منا بوجدانه ، إذ أن هناك خطان خط الهدى والعقل ، وخط الظلم والطغيان. ومن يؤمن بالآخرة سيصل بإيمانه بيوم الحساب الى الخط الأمثل.
حكمة الأجل :
[٦١] ولكن لماذا يترك الله العزيز الحكيم الناس يخالفون الحق ، بل ينسبون الى الله الأمثال السيئة؟ أفلا يدل ذلك على رضا الله بما يفعلون؟ كلا .. انما هي حكمته ورحمته.
(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)
إنّ كلّ دابة في الأرض تظلم في أيّ وقت وبالنسبة إلى أيّ شيء ، تكفي سببا لعذاب الله ، ولأن الله الذي خلق الأحياء للإنسان وسخرها له ، فإن ظلم الإنسان يكفي سببا في هلاك الدواب جميعا ، وهكذا أغرق الله فرعون وجزء من دوابه ، وأهلك الله عادا وثمود والمؤتفكة وقوم لوط بدوابهم ومواشيهم.
[٦٢] ويكفي الجاهليين ذنبا ما يفترون على الله ، أفلا نرى كيف يجعلون لله تلك البنات الّتي يكرهونها لهم؟!