[٢٣] ثم ندّد بالشركاء المزعومين ، وبيّن أنّ أساس عبادتهم باطل :
(أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً)
فاذا خضع لسلطة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية من دون الله ، فلكي تعطيه الأمن والسلام ، ولكي توفّر له الحماية من ذنوبه أمام غضب الرب ، فهل تفعل الآلهة شيئا من ذلك؟! كلّا ...
(إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ)
فلا يخفف العذاب عنه بسبب عبادته للآلهة من دونه ، بل ذات العبادة جريمة نكراء يعاقب عليها الله ، ولا تستطيع الآلهة إنقاذ المشرك منه.
[٢٤] (إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
لو تركت عبادة الفاطر الذي اليه النشور ، والقاهر على عباده ، الى عبادة الآلهة التي لا تضر ولا تنفع.
والضلال المبين هو : الضلال الواضح الذي لا ريب في ضلالته.
[٢٥] ثم أعلن للملأ جبهته التي انتمى إليها ، وتحدّاهم بإعلان براءته منهم ، فقال
(إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)
ولعله أبلغهم بذلك بعد أن رفض المعاندون قبول نصيحته ، وهدّدوه بإنزال العقوبة عليه كما هدّدوا المرسلين من قبل ، ولكنه استقام ، وأمرهم بأن يسمعوا شهادته بوحدانية الرب بلا لبس.