نوع كانت ، وسيرة الأنبياء كما نمط دعوتهم يشهد لهم بالنزاهة التامة.
(وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
بلى. قد يدّعي البعض دعاوي كاذبة بجهل أو جنون ، وحاشا رسل الله من ذلك ، إنّ رصانة دعوتهم ، وكمال عقولهم ، وحسن سلوكهم وسيرتهم ، ووضوح خطهم ، واستقامتهم على الطريق برغم الصعاب ، كلّ أولئك شواهد حكمتهم وأنّهم مهتدون.
ثم إنّ مبادرة الرسول ـ أيّ رسول ـ بالعمل بما يدعو الناس اليه من مكارم الأخلاق ، وحسن الفعال تشهد على صدقه.
[٢٢] ثم إنّ محتوى دعوة المرسلين شاهد صدق لهم ، فهم يدعوننا الى الله الذي أخذ علينا ميثاقا في عالم الذر بالايمان به ، الله الذي أودع قلوب البشر فطرة الإيمان به ، الله الذي تابع نعمه علينا ، وتأمرنا عقولنا بضرورة شكره؟
إنّ دعوة الأنبياء ليست الى أنفسهم ولا الى عنصر أو حزب أو طائفة ، إنّما هي الى الله الذي لا شك فيه ، والذي فطر الجميع على سواء.
(وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
إذا كانت هذه حقيقة رسالات النبيين فلما ذا نكفر بهم؟! وماذا يملك من فقد ربه الذي خلقه واليه المعاد؟!
وهكذا نجد هذا الصّدّيق العظيم لم يدع فقط الى اتباع المرسلين ، بل شارك في الدعوة الى محتوى رسالاتهم ، وهو التوحيد.