من الذي خلق الأنعام ، وسخّرها لنا؟ أو ليس الله؟! فلما ذا الكفر به ، والتمرّد على سلطانه؟!
[٤٣] إنّ العوامل الغيبية التي تؤثّر في الظواهر المادية تفقد الإنسان قدرة الدفاع عن نفسه ، فلا تزال أمواج البحار تبتلع المزيد من ضحايا العواصف الهوج ، ولا تزال حوادث مثل انفجار تشيلنجر التي سماها صانعوها ب (التحدي) تذكّر الإنسان بأنّ قدرته محدودة وهي مستمدة من الله ، وانه إذا غضب الله عليه فلا أحد بقادر على أن ينقذه.
إنّك إذا ذهبت الى مكتب من مكاتب التأمين في كالفورنيا في أمريكا ، وطلبت منهم التأمين ضد كل الاخطار ، فإنّهم يقولون : بلى. ولكن إذا ابتلع البحر هذه الولاية ـ كما يتوقع بعض علماء الجيولوجيا ـ فإنّنا وإياكم سوف نكون معا ضحايا تلك الزلازل.
(وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ)
ولعل قاع البحر الميت في أرض فلسطين ينطوي على بعض آثار قوم لوط الذين انقلبت قراهم بفعل حركة بسيطة لجناح جبرائيل ـ عليه السلام ـ فمن يقدر على أن يغيث مثل هؤلاء غير رحمة الله؟!
وقبل أيّام حينما احترقت مساحات شاسعة من غابات الصين ، لم تستطع إخمادها الوسائل البشرية ، وإنّما أطفأها هطول الأمطار الطبيعية.
لا أحد يغيث من غضب الله عليه ، وليس من الممكن إنقاذهم حتى ولو وجد من يهرع لإنقاذهم.