من عذاب الدنيا ، من صيحة واحدة تصيبكم كما أصابت قوم المرسلين في أنطاكية ، من غرق أو حرب أو أيّ بلاء آخر.
(وَما خَلْفَكُمْ)
من عذاب الآخرة الذي لا يبقي ولا يذر.
وفي الحديث المأثور عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ أنّه قال :
«اتّقوا ما بين أيديكم من الذنوب ، وما خلفكم من العقوبة» (١)
(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
فإذا اتقيتم العذاب باجتناب المعاصي فإنّ ذلك يوفّر لكم فرصة رحمة الله.
[٤٦] ولكنّهم يعرضون لجهلهم بربهم ، ولا ينتفعون بالآيات التي تترى عليهم ، وكلّها تنطق بضرورة التقوى.
(وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ)
وهل تنفع الآيات من يعرض عنها؟
[٤٧] ويضرب السياق الأمثال لإعراضهم عن آيات التقوى ، والمعاذير التي يلقونها أمام من يأمرهم بها ، فحين يؤمرون بالإنفاق على الفقراء ، تراهم يزعمون أنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق بعض الناس أغنياء وبعضهم فقراء ، بعضهم
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٨٩).