بينات من الآيات :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
نزلت البسملة مع جبرئيل كلّما نزلت سورة ، وكان الأصحاب يعلمون نهاية السورة إذا نزلت البسملة.
وقد أكدنا : ان اسم الله يعني الصفات الجلالية والجمالية التي يذكر بها ، كصفة العزة ، والقدرة ، والعظمة من الصفات الجلالية ، وصفة الرحمة ، والغفران ، والخلق ، والرزق من الصفات الجمالية ، ولقد خلق ربّنا بهذه وتلك الخليقة ، فلو لا رحمة الله ، وقدرته ، وعلمه ما وجدت.
فلو كان ربنا مقتدرا ، ولم يكن رحيما ، لم يكن ليخلق الخلق ، ولماذا يخلقه؟ بلى. لقد خلقنا برحمته فقال تعالى : «وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ». (١)
وفي الحديث عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : سألته عن الآية فقال :
«خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمة الله فيرحمهم» (٢)
وهكذا على البشر التوسل الى الله بأسمائه الحسنى ، والبسملة أعظمها ، فبرحمته التي وسعت كلّ شيء (الرحمن) وبرحمته الدائمة التي لا تزول (الرحيم) نستعين في أعمالنا.
(١) (الْحَمْدُ لِلَّهِ)
__________________
(١) هود / (١١٨ ـ ١١٩).
(٢) نور الثقلين / ج (٢) ص (٤٠٤).