«والمؤمن ساعة مع الحوراء ، وساعة مع الآدميّة ، وساعة يخلو بنفسه على الأرائك متكئا ينظر بعض المؤمنين إلى بعض» (٥)
[٥٧] وبعد لذّة الإنس مع الأزواج في مقعد مريح تأتي لذّة الطعام ، وأفضل الطعام ما يتفكّه به الفرد بعد قضاء حاجته الضرورية من الطعام ، لأنّ أصحاب الجنة لا يعدمون الطعام حتى يحسّوا بالجوع ويتألّموا به حينا من الوقت مثلما البشر في الدنيا.
(لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ)
فكل ما تشتهيه أنفسهم يجدونه أمامهم.
[٥٨] وأعظم النعم جميعا نعمة الحضور عند ربّ الرحمة الحنّان الكريم ، فأيّ نعمة أسمى من الجلوس عند المليك المقتدر ، وتلقّي السلام القولي منه ، بالاضافة الى حالة السلام التي يعيشون فيها ، ذلك ان حالة الأمن والسكينة والسلام الفعلي هي من نعم الجسم غالبا بينما السلام القولي نعمة للروح أيضا.
(سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)
[٥٩] ولا يشترك في مهرجان النعم المتنوعة أولئك المجرمون ، الذين يفصلون عن النعم ، وأيّ حرمان أعظم من طردهم عن مائدة الكريم حقّا؟! أيّ ربّ رحمن وأيّ مائدة غنية؟! يا للخسارة الكبرى خسارتهم.
(وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ)
جاء في تفسير علي بن إبراهيم حول هذه الآية :
__________________
(٥) المصدر / ج (٤) / ص (٣٩٠).