(وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
فإن كان هنالك جزاء سيء فهو أعمالكم التي تجسّدت. أرأيت الذي يشرب ماءا قذرا فيمرض ، هل ظلمه الطبيب الذي نهاه وحذّره من العاقبة ، أم أنّ مرضه هو ذات الماء القذر الذي شربه؟
[٥٥] أمّا أصحاب الجنة الدين فازوا بصحبة الجنة وامتلاكها ووراثتها في الدنيا بأعمالهم ، فهم في شغل عما يجري في الطرف الآخر عند أهل النار فلا يحزنهم شيء ما ثمة ولا يفزعهم.
(إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ)
والشغل بذاته نعمة لأنّه ينشّط الجسم ، وينفس عن النفس ، إلّا أنّ الإشتغال بما يفكّه أعظم نعمة وأشدّ راحة.
[٥٦] بماذا يشتغل هؤلاء في الجنة ، وكيف يقضون ساعاتهم التي لا تنتهي ، ولماذا لا يملّون ...؟
يبدو أنّ أعظم اللذات الجسدية والروحية الإشتغال بالأزواج المطهرة ، لأنّه إنس معنوي ، وسكن روحي ، ولذّة جسدية مركّزة.
(هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ)
فهم في ظلال يحسون بالسكن ، وهم على الأرائك يستريحون بلا تعب ، وهم متكئون لأنّه لا يشغلهم شيء يتحفّزون لأدائه ، فهم في كامل الراحة ، وقد روي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قوله (عن صفة أهل الجنة) :