ولذلك فقد ترك الرسول حتى هذا الشعر المعروف والكلام المقفّى ، لأنّه أضحى لباسا للفكر الجاهلي يومئذ ، وكان إذا قرأ شيئا منه غيّره بما يتناسب والحقيقة ، ولكن ذلك لا يعني أنّ الرسول كان مخالفا أساسا للوزن والقافية ، كلّا ... بل نجده يشجّع بعض أصحابه على ذلك تشجيعا كبيرا.
[٧٠] بلى. الرسول منذر يصدع بالحق ، ويقاوم أهل الباطل ، ويتحدّى الثقافة الجاهلية.
(لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا)
فهو النذير المبين لمن كان في قلبه إحساس بتقبل الإنذار.
أمّا بالنسبة الى غيرهم فإنّ الكتاب حجّة بالغة عليهم تمهّد لإنزال العقاب عليهم.
(وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ)
وهم الذين لا حياة لقلوبهم ، ولكن لا يعني ذلك أنّ الله أجبرهم على الكفر ، كلّا ... بل هم الذين كفروا ففقدوا حياة الإيمان فلم يستجيبوا للنذر.