الرب ، زاجرة العقبات في طريقها ، كالطبقات الموجودة بين الأرض والسماء ، والشياطين التي تحاول استراق السمع ، أو حجب الله عن أنبيائه ورسله.
(فَالزَّاجِراتِ زَجْراً)
كما أنّ من صفاتها تلاوة الوحي على الأنبياء ، والتلاوة من التتالي أي التتابع مما يدل على أنّ وحي الله لهم لا ينزل مرة واحدة ، إنّما يتنزّل مفرّقا ، وذلك مما تستدعيه الحكمة في التغيير.
(فَالتَّالِياتِ ذِكْراً)
[٤] فالملائكة إذن ليسوا آلهة من دون الله ، إنّما هم مسلّمون لأمره ، وحملة وحيه الى الخلق ، فلا تصح عبادتهم ، وإنّما عرّفنا الله بجانب من دور الملائكة وهو شيء من الغيب ، لأنّ إشراك طائفة من الناس بالملائكة نابع من جهلهم لحقيقة هذا الخلق ، لهذا نجد القرآن بعد هذا التعريف المختصر والبليغ في نفس الوقت ، ينطلق لتأكيد حقيقة التوحيد قائلا :
(إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ)
ويلاحظ ورود ثلاثة تأكيدات على هذا الأمر ، هي القسم وهو أعظمها وإنّ التوكيديّة واللام في عبارة لواحد ، الواقعة في جواب القسم.
[٥] ولكي لا يشبع الإنسان ميوله الفطرية نحو العبودية للرب باعتقادات باطلة تجاه الكون وبعض المخلوقات يبيّن الله بأنّ كلّ ما في الكون هو مخلوق مفتقر اليه في وجوده ، وهذا البيان يعطي البشر شعورا بالانسجام مع الطبيعة من حوله وهو يعبد ربه ، وعلى العكس من ذلك لو أشرك بالله.