(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ)
ولعل الحقائق العلمية القائلة بأنّ لكل نجم وكوكب مدارا خاصّا به ، فمشرقه ومغربه يختلف فيه عن غيره ، تكشف عن جانب من هذه الآية التي جاءت كلمة المشارق فيها جمعا.
وهناك احتمال آخر لمعنى الكلمة هو : إنّ رحلة الشمس من عام لعام (أو بالأحرى حركة الأرض السنوية حول الشمس) تستدعي وجود مشارق لها بعدد أيّام السنة.
ولعل تخصيص المشارق دون المغارب بالذكر إنّما هو بسبب أنّ عبّاد الشمس يسحرهم شروقها فيعبدونها فيها ، ولذلك استدعى التأكيد على أنّ الله هو ربّ المشارق.
[٦] أمّا عن الكواكب التي يتخذها فئام من الناس معبودا من دون الله ، إمّا لما يرون من اعتقادهم أنّ ظهورها وغيابها يؤثّر في حياة البشر ، أو لأنبارهم بروعتها ، فإنّ القرآن يوضح دورها في السماء فيقول :
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا)
القريبة من الأرض ...
(بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)
هذه الكواكب قد تكون موجودة في السماوات الأخرى ، ولكنّها لا تكون زينة لها ، بسبب انعدام الأوكسجين والهواء من فضائها ، مما يمنع بقاء الضوء أو انعكاسه.