(عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)
[٤٥] وفي الأثناء حيث يدور الكلام بين عباد الله.
(يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ)
وهو الذّ الشراب ، خمرا كان أو ماء أو غيرهما ، كما ان المعين الذي لا ينضب ، فتارة يكون الشيء لذيذا لكنه ينتهي بسرعة ، وتارة يكون لذيذا ولا ينتهي.
[٤٦] ويجتمع الى لذّة الشراب جماله وجمال كأسه تأكيدا لها ، فالكأس من الفضة اللامعة.
(بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)
وقد يكون البياض وصفا للمعين ، ففي الحديث عن الامام الحسن (ع) :
«خمر الجنة أشد بياضا من اللبن» (٧)
[٤٧] وهذا الشراب خال من العيوب فلا يملّه المؤمنون أو يرفضونه.
(لا فِيها غَوْلٌ)
وهو السكر أو الارهاق الذي يلحق بالشارب فيغتال عقله وقواه ، أو المرض الذي ينتهي به الى الموت ، ومنه الاغتيال وهو القتل سرا ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر لا يبعد المؤمنون عن شراب الجنة بنضوبه ، أو بإرادة اخرى تفرض عليهم.
__________________
(٧) المجمع / ج (٧ ـ ٨) / ص (٤٤٣).