قرين السوء ، فمثلا إذا عاش المؤمن في مجتمع يستخف بالصلاة فلا بد ان يتعرض لضغط هذا المجتمع باتجاه ترك الصلاة ذلك ان للمجتمع ـ اي مجتمع ـ قوة هائلة باتجاه التجانس معه ، وفرض قيمه الخاصة على افراده بالتربية والتثقيف أو بالترغيب والترهيب ، ولكن ما هو رأس الحربة في ضغط المجتمع على الفرد؟ انه الصديق إذ يكون حلقة الوصل بينه وبين سائر أبناء المجتمع.
وهكذا ينبغي ان يصمد الإنسان امام ضغوط اصدقائه وقرنائه ولو كان على حساب صداقتهم ، فهذا أمير المؤمنين عليه السلام يقول :
«ما ترك الحق لي من صديق»
[٦٢] الثاني : الضغط القادم من الأجيال السابقة ، ويتجلى هذا الضغط بصورة مركزة في الأب ، ذلك ان الإنسان لا يرى الأجيال السابقة ولا التاريخ الماضي ، ولكن ذلك يصله عبر أبيه.
ويبدو ان القرآن حتى الآية السابقة حدثنا عن الضغط الاول ، اما بقية الآيات من هذا الدرس فهي اشارة الى الضغط الآخر ، يقول تعالى :
(أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً)
اي الجنة التي هي عاقبة المؤمنين المخلصين.
(أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ)
التي هي عاقبة المكذبين؟!
وكأنّ القرآن بهذا التساؤل الذي جاء بعد عرض العاقبتين ، يخيّرنا بين الجنة