والنار ، بأثارة تفكيرنا نحو الاجابة على هذا التساؤل ، اما عن معنى شجرة الزقوم ففيه تفسيران :
الاول : ان قريشا لما سمعت هذه الآية ، قالت : ما نعرف هذه الشجرة ، فقال أبو جهل لجاريته : يا جارية! زقمينا. فأتته الجارية بتمر وزبد ، فقال لأصحابه تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد ، فيزعم ان النار تنبت الشجر ، والنار تحرق الشجر فانزل الله سبحانه : «إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ». (٩)
الثاني : وهو الأقرب ، ان الإنسان يأكل في الدنيا من هذه الشجرة ، ولكنه لا يشعر انه يأكل منها ، الا في الآخرة حيث يكشف الله عن بصره ، ويرى الحقائق بواقعها ، فالكذب ، وأكل اموال الناس ، وشرب الخمر ، ... كل ذلك ورق في شجرة الزقوم التي يطعم منها أهل النار.
وفي سورة الواقعة التي تعالج جانبا من موضوع هذه السورة اشارة واضحة لهذا المعنى إذ يقول تعالى : «ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ* فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ* فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» (١٠) ثم يؤكد هذا المعنى في آخر السورة إذ يقول عزّ وجلّ مخاطبا المكذبين بالقرآن والضالين : «وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ». (١١)
[٦٣] ولا ريب ان الكذب وأكل اموال الناس وسائر الشهوات التي يواجهها الإنسان ، تجعله على مفترق الطريق ، بين الحق والباطل ، والجنة والنار ، وبالتالي فهو مبتلى وممتحن امامها ، ولا شك أيضا ان هذه الأمور بشعة كبشاعة شجرة الزقوم
__________________
(٩) المجمع / ج (٧ ـ ٨) / ص (٤٤٦).
(١٠) الواقعة / (٥١ ـ ٥٥).
(١١) الواقعة / (٨٢).