التي هي التجلي الحقيقي لهذه المعاصي ، ولكن الإنسان يتجاهل ذلك ، أو يغفل عنه فينجرف مع شهواته ، ليزرع بذنوبه أشجار الزقوم فتكون طعامه في الآخرة.
(إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ)
اما المؤمن فهو لا يفتتن بها ، انما يرتفع بإيمانه عن حضيض المعصية ليزرع لنفسه بعمل الصالحات الجنان الواسعة.
[٦٤] وبعد الاشارة الى شجرة الزقوم وطبيعتها الفاتنة في الدنيا ، يصورها لنا القرآن بواقعها في الآخرة ، حيث الجزاء المتجانس وعمل الإنسان.
(إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ)
وقد روي :
«ان الله تعالى يجوعهم ـ يعني أهل النار ـ حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع ، فيصرخون الى مالك ، فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم ابو جهل ، فيأكلون منها فتغلي بطونهم كغلي الحميم» (١٢)
وفي رواية انها شجرة عظيمة لأهل النار عامة ، ولها في كل منزلة من الجحيم غصن يأكل منه الذين يعذبون فيها.
[٦٥] (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ)
والطلع حمل النخلة في بدايته ، يخرج من بين الليف والخضر ، وهو يشبه غمد
__________________
(١٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٠٤).