«ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ» (١) (٢). ومضى نوح وبقي ذكره الطيب تتوالى الأجيال بالسلام عليه»
[٧٨ ـ ٧٩] (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ)
وكان من الممكن ان تجعل صيغة الكلمة : وتركنا عليه سلاما. الا ان الصيغة طوّرت لتكون كلمة السلام تامة حتى يجري على لسان كل قارئ للقرآن سلام خاص لنوح عليه السلام.
[٨٠] لقد استجاب الربّ لنوح لأنه كان محسنا.
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
وهذا الجزاء سنة إلهية ذلك ان من يحسن للناس يذكره الناس بالمدح والخير ، فكيف وقد أخذ الله على نفسه ان يجزي المحسنين بذلك؟
والملاحظ ان الله وبعد ذكر هباته لنوح (ع) الذي جعله مثلا للعبد المخلص وهي ، استجابة دعائه ، ونجاته واهله والمؤمنين معه ، وجعل البشرية من ولده والنبوة فيهم ، واخلاده بالذكر الحسن على ألسن الناس ، ذكّرنا بصفة الإحسان فيه ، وذلك ليطلعنا على التفسير الحقيقي للإخلاص بأنه المنطلقات التوحيدية الخالصة ، التي تتحول الى سعي وعمل يتجاوز القيام بالواجب الى الزيادة والإحسان.
[٨١] والايمان بالله هو أعظم دافع للإنسان نحو الإحسان ، وهكذا نعت ربنا نوحا (ع) بعد الإحسان بالايمان لأنّه أصل كل خير وفضيلة فقال :
__________________
(١) الإسراء / (١٧).
(٢) بح / ج (١١) / ص (٣١٠).