عدم معرفتهم متى سيكون بعثهم ، ولهذا نجدهم في البدء يتعجبون أو يخافون ، فلم يكن النداء الذي انبعث من جانب الطور الأيمن أمرا عاديا بالنسبة لموسى (ع) ، وكذلك نبينا الأكرم (ص) ، حينما نزل عليه جبرائيل بالرسالة لاول مرة ، ذهب الى البيت وتدثر.
وحينما يدعو الأنبياء ربهم بالهداية والبعثة ، يستجيب لهم وقد هيّأو أنفسهم لتحمل مسئوليات هذا العمل العظيم ، والله سبحانه اعطى نوحا عليه السلام أكثر مما كان يتوقعه وربما هذا معنى قوله «فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ».
[٧٦] وبعد ان استجاب الله لنوح بالرسالة وأيده على قومه المنكرين بالطوفان الذي علا الأرض حتى غمر الجبال العالية ، أنجى نوحا والذين آمنوا معه.
(وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)
[٧٧] وربما أسمى الله الغرق بالكرب العظيم ، لأنه من أفظع صور الموت للإنسان فكيف وهو مقدمة لعذاب النار الخالد؟ ، وتركيز القرآن على أهل نوح (ع) عند التعرض لقصصه ، لان الله حفظ بهم النوع البشري عن الانقراض ، وأهم من ذلك جعل فيهم النبوة ، والكتاب وهما الحبل الممتد بين الناس وربهم.
(وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ)
قال الامام الباقر (ع) في تفسيرها :
«الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه ، وليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح ، قال الله في كتابه : (احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)» وقال أيضا :