[٩٩] اما إبراهيم (ع) فقد مضى في طريق الجهاد قدما حيث هاجر في سبيل الله ، ولعله كان قادرا على البقاء في تلك المدينة لأنه تحدى طواغيتها وانتصر عليهم ، لكنه لم ير أن يعاشر الكفّار ، بل أراد ان يبني مجتمع الايمان بعيدا عن البيئة المنحرفة.
(وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ)
يعني مهاجر في سبيل الله ، ومن الطبيعي ان من يهاجر مجاهدا سوف يهديه ربه الى الحق والخير ، وربما تفسير هذه الآية الكريمة : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (١)
[١٠٠] وكان همّ إبراهيم وتطلعه الآخر ان يلتحق به في الدرب آخرون يؤمنون به ويحملون رسالته فقال :
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)
وقد حدد لنا نبي الله بهذه الكلمة ، نوعية الطموح الذي ينبغي للإنسان ان يتطلع اليه ، وهو يبحث عن أولاد أو عن أنصار واتباع للرسالة ، وذلك بأن يبحث عن النوع لا عن الكم وحسب.
[١٠١] ومما لا شك فيه ان للدعاء أثرا حاسما في النتائج التي يصل إليها الإنسان ، فالذي يخلص نيته ويحسن عمله ويدعو الله سوف يعطيه ما تقرّبه عينه ، وهكذا فعل ربّنا مع نبيه (ع).
(فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ)
__________________
(١) العنكبوت / (٦٩).