نهجه ، وهذا هو ديدن الطغاة الى اليوم.
(قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)
وكان نمرود وسائر القوى التي تهددها حركة إبراهيم (ع) قد اتفقوا على إشعال نار عظيمة ثم يلقونه فيها بالمنجنيق ، علما بان نارا أقل من التي اشعلوها بكثير ، كانت كافية لتحويله ـ في الظروف العادية ـ الى رماد ، ولكنهم أرادوا ان يورطوا جميع الناس في مواجهة النبي (ع) بجمعهم الحطب لها.
ونحن نجد حالة التعبئة العامة التي يعلنها الطغاة عند ما تواجه سلطاتهم أخطارا حقيقية ، ويعملون المستحيل لاشراك الناس فيها بغية أمرين :
أولا : الهاء الناس عن حقيقة ما يجري.
ثانيا : توريط الناس في الجريمة حتى لا يميلوا ناحية المصلحين.
ففرعون دعا الناس الى الاجتماع في يوم الزينة ليشهدوا غلبة السحرة في ظنه ، وأصحاب الأخدود جلسوا على حافتيه يشهدون ما يفعلون بالمؤمنين.
[٩٨] ولكنّ يد الله فوق أيديهم ، وإرادته غالبة ينصر بها عباده المؤمنين ، فقد أحبط الله عملهم ، وافشل مخططاتهم.
(فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ)
لقد كانوا يهدفون من وراء القضاء على إبراهيم ان تتم لهم السلطة والسيطرة ، بإثبات قوتهم القمعية وصحة افكارهم ، ولكنّ الله أوصلهم الى نقيض تطلعاتهم. وكلما كان كيد الكفّار والطغاة أشد ، كلما كانوا أعمق فشلا وخزيا.