ابو الربيع الشامي : سألت أبا عبد الله (الى قوله) فقلت : فقوله عزّ وجلّ (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ) قال :
«تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن ، فقرأ ما قص الله عليكم من خبرهم» (١)
ومشكلة الناس الذين يكررون تجارب الآخرين الخاطئة فيصيبهم ما أصابهم ، ليس قلة التجارب والعبر ، انما قلة الاعتبار ، فالآثار والقصص التاريخية كفيلة باستثارة عقل الإنسان وإعطائه البصيرة في الحياة ، ولكنه يعطل عقله عن التفكير فيها ، وفي بعض النصوص التاريخية ان العرب كانوا يمرون بقوافلهم أثناء تجارتهم الى الشام على قرى لوط إلّا إنّهم لم يستفيدوا من هذه الموعظة التي لا تحتاج إلّا الى القليل من التفكير ليقرأها الإنسان.
وهذه التذكرة من القرآن الحكيم بضرورة الاعتبار من التاريخ ، تؤكدها الآيات عند ذكرها لقصص الماضين ، وذلك لكي يعلم من يقرأ القرآن ، بان هذه القصص ليست للتسلية وجمع المعلومات إنّما هي للهداية والموعظة والاعتبار.
__________________
(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٤٣٢.