تماما ، وما الرياح الى وسيلة لان الله أجرى الأمور بأسبابها.
(فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)
تعالى إلى أرض موات لتجد البشر صرعى الجوع ، والأحياء في ضمور ، وأديم الأرض يشكو العطش ، فإذا أنزل عليها الربّ الماء اهتزت ، ودبّت الحيوية في الإنسان ، وانتعش الأحياء. إنّ هذا مظهر من مظاهر انبثاق الحياة.
(كَذلِكَ النُّشُورُ)
[١٠] وكما الأرض يحييها الربّ بالغيث ، وكما الأموات ينشرهم كيف يشاء يوم القيامة ، كذلك المجتمع المتخلّف الذي يحيط به سكون المقابر يحييه ربّنا بعزّته ، فإذا أراد المجتمع الاستقلال والتقدم والعزّة وبالتالي الحياة فعليه أن يعرج الى الله بالعمل الصالح والكلم الطيب.
هذه قدرة الله أن جعل ـ هذا البلد الذي مات فيه كل شيء ـ ينبض بالحياة ، فكيف يكفرون بالبعث والنشور ، أفلا يؤمنون بأنّ ربنا قادر على أن ينزّل مثل هذا المطر على أجداثهم ، فتنمو فيها الحياة ، مثلما ينمو الزرع ، ويخرج الناس من قبورهم كما تخرج النباتات؟! وقد دلت بعض الروايات على هذه الفكرة ان الله يمطر السماء أربعين صباحا ، فتنبت الأجسام فتكون الأرض كما رحم الام.
(مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)
لا عند الشركاء أو ليس (من اعتز بغير الله ذلّ)؟!
(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)