طبيعة الطغاة ، أنهم يتهمون المصلحين بذلك.
جيم : أن هذا المقطع من الآية هو كلام الله سبحانه وهو ردّ على قول الكافرين في مقابل دعوة التوحيد «إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ».
[٧] ويوصل السياق بيانه لأساليب الملأ في التضليل عن الحق.
(ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ)
إن الشرعية والقدسية في نظرهم تكون للدعوة التي تنتمي إلى الواقع وتتجانس معه ، لا التي تنطوي على الحق والعلم ، وما دامت الأجيال الغابرة تنفي صحة هذا الفكر فهو خطأ إذن. وهذا ضرب من الرجعية لان مجتمعا يعتمد هذه المقاييس لن يبدع ولن يتقدم خطوة إلى الامام.
ثم حكموا على الرسالة الالهية بالباطل فقالوا :
(إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ)
أي جديدة الحدوث متقطعة الجذور عن التاريخ ، ودعوتهم هذه ضد الدين خطأ من زاويتين :
١ ـ أنهم اعتمدوا في تقييمهم للرسالة على النظرة الشيئية لا المنطقية ، فمن البديهي أن تكون النتيجة ضلالتهم!
٢ ـ أنهم لم يبحثوا عن شرعية الرسالة وجذورها من خلال نظرة شاملة لتأريخ البشرية ، ولو فعلوا ذلك لم يعتبروها اختلاقا ، لأنها تلتقي مع (١٢٤٠٠٠) دعوة في التاريخ جاء بها الأنبياء والمرسلون منذ قبل ، ولكنهم قيموها من واقع جيل واحد