وهي :
الاول : أنهم لم يستفيدوا من ذكر الله ، سواء الذي يتجلى في كتابه ، أو في تاريخ القرون الماضية ، أو على لسان الآخرين.
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي)
والذي يشك في الآخرة ينعكس شكه على جزئيات الإيمان وكلياته.
الثاني : عدم خوفهم من العذاب ، لأنهم لم يتذوقوه ، ولم يستفيدوا من تجربة الذين وقعوا فيه قبلهم.
(بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ)
ويستفاد من (لمّا) أن عذابهم مرتقب.
[٩ ـ ١٠ ـ ١١] والسبب الثالث : غرور المال والقوة اللذان أحاطا بهم ، فصاروا ينظرون الى جميع الأمور من خلالهما ، فاذا بهم لا يرون حاجة للرسالة في أنفسهم. ويحطم ربنا كبرياءهم هذا عن طريق مقارنة ما بحوزتهم بما عند الله من الملك والقوة.
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ)
كلّا ... ومن خزائن الله الرسالة التي ينزلها على من يشاء من عباده المخلصين. ثم إن الذي عندهم مهدد بأن يلسبه الله بعزته ، بل هو هبة من الله لهم وليس ملكا ذاتيا. ثم لندع مقايسة ما يملكه هؤلاء بما عند الله ، ولننظر ماذا يملكون من ظاهر الحياة الذي هو جزء ضئيل جدا من ملكه تعالى :