والضعف ولكنهم يجمعهم أمران هما : التكذيب بالحق والرسل ، والعقاب الالهي الذي لحق بهم بسببه.
(إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ)
وقد تكون هذه الآيات تمثيل للحقيقة التي طرحتها الآية (٣) عن هلاك القرون السابقة.
[١٥] والدمار الذي لحق بتلك الأقوام لم يكن أمرا طارئا ، انما ينسجم مع الحق الحاكم في الحياة ، والتمثل في إرادة الله والسنن التي وضعها في الكون. والحق هو الحق ، والحياة هي هي بأساسياتها ، فلن يشذ عن هذه النتيجة كل من يمشي في ركاب المكذبين وخطهم في أي زمان ومكان.
(وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ)
سواء كفار قريش أو طواغيت اليوم الذين يتحكمون في مصائر الشعوب ، ويحاربون الله والإسلام ما ينتظر هؤلاء جميعا ؛
(إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ)
وليس بالضرورة أن تكون الصيحة من جبرائيل أو أحد الملائكة الغلاظ عليهم السلام ، بل قد تكون الصيحة رصاصة يطلقها المجاهدون على المستكبرين ، وقد تكون ثورة شعبية جذرية تأكل الأخضر واليابس من كيانهم.
وفواق بمعنى الرجوع ، ومنه فواق الناقة إذا رجع لبنها الى الضرع بين الحلبتين ، وافاقة المريض من المرض إذا رجع الى صحته ، وهؤلاء حينما ينزل بهم العذاب لا تقبل رجعتهم للحق. وهذه الكلمة نجد تفسيرها في قوله تعالى في الآية الثالثة