قصة الخصمين مع داود (ع):
[٢١] ويعود بنا السياق ليضرب لنا مثلا من حياة داود (ع) تتجسد فيه أوبته الى الله عزّ وجلّ ، وذلك في قصة حدثت له. فبينما كان قائما يصلي في محرابه إذ اقتحم الجدار عليه شخصان ، ولم يأتياه من الطريق الطبيعي وهو الباب.
(وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ)
وصيغة السؤال هنا تستثير في الإنسان حب الاطلاع وتشد مسامعه للسائل حيث يستفهمه عن شيء لا يعرفه لا سيما والمسؤول عنها قصة طريفة هي التسلق على سور المحراب ، بهدف التقاضي عند صاحبه فهل سمعت أعجب نبأ منها؟
[٢٢] وتتصل فصول القصة ببعضها في أسلوب معجز من التعبير والعرض ، وتسلط الآيات الضوء على النقاط والمواقف الهامة منها ، والتي تنجسم مع اهداف وقوعها في هذا السياق القرآني ، حيث الحديث عن السلطة وعن الملك الأوّاب.
بالطبع لمّا دخل هذان الخصمان على داود ، وبهذه الطريقة أخذته الخشية.
(إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ)
لماذا فزع داود مع ان الخوف من الناس ليس مناسبا للأنبياء؟
ربما أراد ربّنا أن يذكر هذه النقطة في مقابل بيانه لسعة ملك داود ليقول للبشر مهما بلغتم من القدرة فأنتم بالتالي بشر ولن تصبحوا آلهة والبشر بطبيعته يخاف ، ويجهل و.. و.. فلما ذا يغتر الإنسان إذن ، ويعتز بما يملك؟ فهذا داود الملك المسخر له الطيور والجبال ، والنبي الكريم عند ربه يفزع حين يتسور عليه المحراب رجلان.