كثير من الشؤون ، كما أن هناك محاولات ـ نجح الكثير منها ـ للاستفادة من الطيور في مجالات الحياة المختلفة ، وتوجد الآن تجارب جادّة للاستعانة بها في الشؤون الطبيعة والعسكرية ، ومن قصة سليمان التي مرّت في سورة سبأ يتبين أنه كان (ع) يبعثها للاستكشاف.
[٢٠] وبالاضافة الى هذه القوى المادية والامكانات التي تدخل كعنصر فعّال في سيطرة داود وسلطانه ، كان الله يزيده قوة وتمكنا يوما بعد يوم ، ولو كان ظالما لما زاده مرور الأيام إلّا ضعفا ووهنا.
(وَشَدَدْنا مُلْكَهُ)
بمختلف أسباب القوة هذا من الناحية الماديّة. أما من الناحية التشريعية والادارية فقد أعطي ما يقوي حكمه وسلطانه أيضا. قال تعالى :
(وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ)
والحكمة تعني أن يحيط الإنسان علما بالخليقة وبنفسه ويعرف : كيف يتصرف فيها تصرفا سليما. أما فصل الخطاب فهو الكلام الذي يفهم الطرف الآخر الحقيقة بما يقطع دابر الشك ، ويزيل حجاب الجهل فداود (ع) إذا يصيب الحق بحكمه ويبيّنه أفضل البيان بخطابه ، وهذان الأمران من أهم ما يلزم المدير المسؤول سواء في موقع خطير كالولاية ، أو أقل من ذلك كالاسرة والمؤسسة والتنظيم. والنصوص الاسلامية تؤكد على ضرورة اختيار الأسلوب الأنسب كما تؤكد على المحتوى يقول تعالى : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (١)
__________________
(١) النحل ١٢٥