(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ)
وحدد الله لهذا الكتاب غايات سامية فقال :
١ ـ (لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ)
فالقرآن انزل لكي يعطي للإنسان المؤمن البصيرة والرؤية السليمة في الحياة. وهذا لا يمكن بالمطالعة السطحية ، بل لا بد من تفكر عميق في الآيات.
٢ ـ والهدف الآخر بعد ادراك البصيرة أن تنعكس على حياة الإنسان فيتذكر بها ويصحح من خلالها في التفكير ، وفي العمل منهجه.
(وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)
لان العاقل هو الذي يعرف قيمة القرآن ، وأهميته ، وهو الذي يتعرف على بصائره. ولا شك أن الذي يحكم عقله في الحياة هو الذي يستفيد من القرآن ، أما الآخر الذي تحكمه شهواته فلن يتذكر به أبدا.
ونتسائل : ما هي صلة هذه الآية بالسياق؟ ونجيب اولا : بأنّ استنباط منهج الخلافة الاسلامية من القرآن صعب مستصعب لا يحتمله الا من امتحن الله قلبه بالايمان ، وعرف انه لا يمكن ان يعترف بالقرآن بسلطة تجانب قيمة الحق ، ومنهج التوحيد. أو ليست السلطة السياسية تجسّد قيم المجتمع. فكيف تستطيع سلطة فاسدة تطبيق قيم القرآن الاصلاحية؟!
وهكذا أشار السياق إلى ضرورة التدبر والتذكر لتبصر هذه الحقيقة التي تتراكم عليها حجب الشهوات والضغوط.