للجهاد مشغولا بأمر من أمور الدنيا ، ومع ذلك استغفر ربه وعدّه تقصيرا يستوجب التوبة.
(فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ)
وكونه سلطانا لم يمنعه من الاعتراف بالخطإ ، ولو كان بمقدار ترك الاولى بسبب عمل خير آخر يحبه الله.
فالمعنى شغلني الجهاد عن الصلاة ، والاثنان واجبان ، الا أن الصلاة أفضل ، وهل يجاهد المؤمنون إلّا لإقامتها؟
[٣٣] ولمّا توجّه سليمان (ع) الى فوات الوقت ، استراح عن الجهاد فقضى صلاته ، ثم عاد ثانية ، فقال :
(رُدُّوها عَلَيَ)
يعني جياد الخيل ، لكي يستمر في تفقدّ الجيش.
(فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ)
وكان المسح على أعناق الخيل وسيقانها عند أهل الخبرة طريقا لمعرفة الجيد منها ، وكان سليمان (ع) بعد إجراء هذه يقسمها على أفراد جيشه مما يدل على اهتمامه به.
قال ابن عباس سألت عليا (ع) عن هذه الآية ، فقال : ما بلغك فيها يا ابن عباس؟ قلت : سمعت كعبا يقول : اشتغل سليمان بعرض الافراس حتى فاتته