الصلاة ، فقال ردوها علي يعني الافراس وكانت أربعة عشر فأمر بضرب سوقها : وأعناقها بالسيف فقتلها فسلبه الله ملكه اربع عشر يوما ، لأنه ظلم الخيل بقتلها. فقال علي (ع):
«كذب كعب لكن اشتغل سليمان بعرض الافراس ذات يوم لأنه أراد جهاد العدو حتى توارت الشمس بالحجاب (الى ان قال) وإن أنبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لأنهم معصومون مطهرون» (١)
[٣٤] ثم إن القرآن يحدثنا عن الفتنة التي تعرض لها سليمان عليه السلام. فقد تمنى على الله ان يكون له ولد يرثه كما ورث هو داود (ع) لكن الله لم يستجب له إنّما أسقط على كرسيه جسدا ميتا اجهضته امرأته.
(وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً)
كناية عن الابن الميت ، وكان يتمنى أن يجلس على كرسيه ولد يحكم بعده ، فتأثر بعض الشيء لذلك ، ولكنه فكر في نفسه ورجع إلى ربه.
(ثُمَّ أَنابَ)
[٣٥] وقد اعتبر موقفه هذا ـ وهو النبي ـ زللا ، وأن هذه فتنة عليه أن يتجاوزها بالدعاء والاستعانة بالله ، لأنه علم أن عدم تحقيق الله لامنياته يدل على أن ذلك ليس من المصلحة أبدا.
(قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي)
أن تمنيت عليك ما لا يتفق مع حكمتك لان علمي قاصر عن ادراك ذلك ثم
__________________
(١) المجمع / ج (٧ ، ٨) / ص (٤٧٥).