بينات من الآيات :
[٥٥] كما ركّزت الآيات في أذهاننا مشهد الجنة وبالتالي جزاء المخلصين تذكرنا في المقابل بعاقبة الطغاة.
(هذا)
اسم اشارة يتضمن دعوة للذي يتلو القرآن بالنظر في عاقبة المتقين ، والتفكير في جزائهم ، ولكن ينبغي أن لا يغفل عما أعدّ للظالمين من العذاب ، وذلك من أجل أن يحفظ توازن نفسه وعقله بين الرجاء والخوف.
(وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ)
وتقابل هذه الآية الآية [٤٩] التي وردت في الدرس الماضي ، فللمتقين العاقبة الحسنة عند الله ، وللطغاة عاقبة السوء والشر ، وليس المقصود من الطاغية هنا السلطان الجائر وحده ، وان كان هو التجسيد الأوضح والأشمل للطغيان ، انما جنوده وأجهزته أيضا ، إذ لولا هم لما قدر على الظلم والفساد ، بل لعلّنا نعمم الحكم على سائر معاني الطغيان ، فكما يطغى الإنسان في الحياة السياسية فانه يطغى كذلك في الحياة الاجتماعية ، فيظلم جاره وأسرته والناس ، ويظهر من أحاديث مستفيضة في تفسير الآية ان المعني بالطاغين هم سلاطين الجور ، بينما المعني بما يلي هم أتباعهم ومن سار على دربهم.
[٥٦] وتفصل الآيات في ذكر عاقبة الطغاة ، زيادة في التخويف لعل الإنسان يثوب عن الباطل ، ويهتدي للحق رغبة في الثواب ، ورهبة من العذاب.
(جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها)