قال بعض الفلاسفة القدماء ـ يتبعهم بعض الجهلة اليوم ـ : إن أهل النار يتعودون على عذابها فلا يعودون يتأثرون به ، وجسدوا هذه الفكرة المنحرفة في هيكل حيوان زعموا بأنه يلتهم النار ، أما القرآن وهو الحق فانه يخالف هذه الخرافة مؤكدا بان المجرمين يتذوقون العذاب ، وكلمة «يصلونها» تعني انهم تمسهم جهنّم مسا.
(فَبِئْسَ الْمِهادُ)
وهو المكان الذي يمهد ويهيّأ لهم وكأنهم مهّدوا لأنفسهم فراشا من النار في جهنم ، بلى. تمهيد الأرضية لسلطانهم تجسد في ذلك اليوم في تمهيد جهنم لهم.
[٥٧] (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ)
والحميم هو الحرارة الشديدة ، اما الغساق فهو كما جاء في بعض كتب اللغة : القيح النتن ، وفي الرواية عن الامام أبي جعفر (ع) قال :
«الغساق واد في جهنم فيه ثلاثمائة وثلاثون قصرا ، في كل قصر ثلاثمائة بيت ، في كل بيت أربعون زاوية ، في كل زاوية شجاع (الحية العظيمة المخيفة) في كل شجاع ثلاثمائة وثلاثون عقربا ، في كل حمّة عقرب (إبرة العقرب) ثلاثمائة وثلاثون قلّة من سم ، لو أنّ عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها» (١)
[٥٨] (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)
ولا يقتصر العذاب على هذين النوعين انما هو أنواع وأساليب مختلفة كثيرة ،
__________________
(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٤٦٧.