في بلد ثالث.
وهناك تفسير آخر يحتمله الكلام هو إنّ الليل والنهار يأخذ أحدهما من الآخر في فصول السنة فمرة يكون الليل أطول ومرّة النهار.
(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)
الشمس والقمر يجريان ، ولكن ليس إلى ما لا نهاية ، وكذب من قال : إنّ الشمس والقمر أبديان ، كلا .. فشمسنا هذه مثلا في حالة الكهولة ، وكلّ ما في الكون يؤكد على النهاية ، فهذه الإنفجارات الهائلة في الشمس شاهد على تناقصها بشكل دائم ، والإنفجارات التي نسمعها بين الفينة والأخرى لبعض الشموس تؤكد لنا أنه لا بد من نهاية لشمسنا أيضا.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ)
من الذي أولج الليل في النهار ، وأولج النهار في الليل ، ومن الذي سخّر الشمس والقمر ، كل يجري لأجل مسمى؟ إنّه الله ربكم ، وهو المالك حقّا.
(وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)
القطمير هو قشر النواة الرقيق ، وما يملك الذين تدعون من دونه مثلها.
[١٤] (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ)
فكيف يسمعون نجواكم أو سركم ، أو حين تدعونهم في الظلمات؟ ولو افترضنا أنهم سمعوا دعاءكم لم يستجيبوا لكم ، لأنهم لا يملكون دفع الضر عن أنفسهم ، فكيف بجلب الخير لكم؟!