(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ)
الملائكة والأنبياء كعيسى والأولياء الصالحون سيكفرون بشرككم ، وسيتبرأون منكم ومن عبادتكم لهم ، كما يكفر الأنداد بكم وبشرككم.
(وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)
الخبير هو الذي خبر الشيء ، وعرف أبعاده ، ومن أخبر من الرب وهو الخالق المحيط بكل شيء علما؟
[١٥] إنّ الإحساس بالغنى الذي يسمّيه القرآن بالاستغناء ، والذي يدعو صاحبه إلى البطر والطغيان ، إنّه مرض خطير ، إذ يجعل الإنسان يعيش الوهم ، ولا يعايش الحقائق ، لذلك يذكّرنا ربّنا بواقع العجز المحيط بنا.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ)
ومن أشد فقرا منّا ، وقد أركزنا الربّ في العجز والضعف والمسكنة ، لأنّ كلّ شيء عندنا منه سبحانه. يقول الإمام الحسين (عليه السلام) في تضرعه المخصوص بيوم عرفة :
«إلهي! أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيرا في فقري»
(وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
الغنى عادة ما يكون مع اللؤم ، ولكنّ الله غني حميد ، فهو غني ويعطي من غناه للآخرين ، وهو غني لا يبخل على الآخرين ، بل «لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ» (١) وهو حميد يحمد على غناه.
__________________
(١) الإسراء / (١٠٠).