[١٦] ومن آيات فقرنا نحن البشر قدرة الله المحيطة بنا حيث يهلكنا إذا شاء ويستبدل بنا غيرنا.
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)
[١٧] يستطيع أن يذهبكم جميعا ، ويستبدلكم بغيركم ، يخلقهم بيسر ، لأنّه لا يمارس في خلقه علاجا ولا يمسّه لغوب ، (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
وفي الحديث عن الامام الصادق ـ عليه السلام ـ قال :
«خلق الله المشيئة قبل الأشياء ، ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة» (٢)
فعند ما يشاء شيئا فقد حدث الشيء ، وفي الأثر : «أمره بين الكاف والنون»
(وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ)
لنفترض أنّ الله سبحانه وتعالى شاءت مشيئته المطلقة ـ التي لا يحدّها شيء ـ أن ينهي وجود الكون كلّه. هل يسأله أحد عن ذلك؟ كلا ...
فالله يفيض نور الوجود من ينبوع رحمته الواسعة لحظة بلحظة ، ولو توقّف هذا الفيض لحظة واحدة لتوقّف كلّ شيء ، فهل نحن أغنياء أم ربنا الحميد؟!
ماذا نستلهم من هذه الحقائق ، وكيف ينبغي أن تنعكس على أنفسنا وسلوكنا؟
__________________
(٢) التوحيد للصدوق / ص (٣٣٩).