الجواب :
١ / لأنّ الله غني حميد فهو يفيض سيبه على الخليقة ، إلا إذا عصوه وغيّروا ما بأنفسهم بغيا وظلما ، وهنالك يجازي الظالمين جزاء وافيا ، ولا يتحمّل أحد ثقل الجريمة عن أحد ، فلا ينفع إلقاء المسؤولية على الآخرين في محكمة العدل.
٢ / إنّ من يعمل الصالحات يجازيه الله فهو إذا يعمل لنفسه.
[١٨] (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)
الوزر : الحمل الثقيل ، والوزارة : النفس البشرية التي حملت ثقلا.
ومعنى هذه الآية : إنّه لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى. لماذا؟
لأنّ تلك النفس لها ثقلها وحملها ، فلا تستطيع أن تتحمّل حمل نفسه.
(وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى)
وقد قال الله عن لسان الكافرين : «وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ» (٣).
إنّك إن تدع إنسانا ما أن يحمل عنك مسئوليتك ، فلن يحمل منها شيئا ، لأنّ كلّ إنسان يأتي وهو يحمل ما يكفيه من المسؤولية ، ويجب ان يتحدى الضغوط والأهواء.
__________________
(٣) العنكبوت / (١٢).