فلا نراهم؟
ولهذا المقطع تفسير آخر هو : انهم يعنون الله ، بأنه ربما أدخلهم الجنة غفلة واشتباها مع انهم من أهل النار ، وتعالى ربنا أن يضل أو ينسى ، بل هم المخطئون في تقييمهم للمؤمنين.
ويبقى السؤال : من هم أولئك الذين تعنيهم الآيات في واقعنا الراهن؟
انهم الطغاة بلا ريب ، وهم حكام الجور المتسلطون قسرا على رقاب العباد ، والذين يحكمون بغير ما أنزل الله ، ويتجاوزون حدود الله ، ويذلون عباد الله ، أما جنودهم وأزواجهم فهم الذين يتبعون نهجهم ، أو يشاركونهم في ظلمهم.
أما الذين يعدونهم من الأشرار فهم الثائرون ضدهم من عباد الله المخلصين ، الذين رفضوا عبادة غير الله ، واتخاذ الآلهة المزيفة أربابا من دون الله رب العالمين.
ان الطغاة وجنودهم من قوى القمع ، وأبواق الضلالة ، يكيلون التهم ضد الثائرين عليهم ، ويعتبرونهم شرا من اليهود والنصارى والمجوس ، أرأيتم كيف يقبلون أيدي الأعداء ويطبّعون العلاقات معهم ، ويفتحون الأبواب أمامهم ، وفي المقابل يزجّون بالمؤمنين في السجون الرهيبة.
ولكن هؤلاء الذين اعتبروهم أشرارا في الدنيا يفتقدونهم في النار ، ويعلمون أنهم هنالك في الجنة يحبرون.
وكان اتباع أهل بيت الرسالة من هؤلاء ، إذ رفضوا سلطات الجور والقمع والضلال ، وطاردتهم قوى الإرهاب ، وألصقت بهم أبشع التهم ، ولكن أئمة الهدى من آل الرسول (عليهم السلام) كانوا يسلونهم بأنهم سوف يحبرون في الجنة بينما