بهما ، والاسترسال فيهما ، وعدم الجديّة في مواجهتهما ، فان الله يقول :
(قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ* أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)
أي ان اعراضكم عن عبادة الله ، وتوجهكم إلى الشرك أمر عظيم جدّا ، وهل أعظم من ترك الإنسان رب السماوات والأرض إلى الشركاء المزيفين ، ونبذه قيم الحق الفطرية إلى الباطل والضلال؟
إذا لا يجوز أن يستهين الإنسان بالشرك ويسترسل معه ، وإلى أين ينحدر به مهوى الشرك؟
الى الجحيم ، وهل يمكن أن نستهين بعذابه الخالد؟
وحين يكون الإنسان جدّيا في مواجهة الشرك يعرف معانيه ، ويتبصر مهالكه ، أو ليس الخروج عن ولاية أئمة الهدى إلى ولاية أئمة الكفرة والضلالة شركا ، أو ليس أتباع الظلمة أو حتى السكوت عنهم شركا عظيما ، هكذا روينا عن الامام الصادق (ع) انه قال في تفسير الآية : الذين أوتوا العلم الأئمة ، النبأ : الإمامة (١)
(ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ)
[٦٩] ويؤكد ربنا على أهمية التوحيد ، وأنه محور الحوار الذي دار في الملأ الأعلى حين خلق الله الإنسان الأول ، واسجد له ملائكته ، ورفض إبليس السجود تكبّرا ، وبالتالي انه هدف خلق البشر ، وحكمة سجود الملائكة له ، فكيف يجوز التهاون
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ج ٤ / ص ٤٦٩