والتخاصم من خلال دعوتها له لنبذ الآلهة المزيفة ، واتباع التوحيد الخالص في الحياة ، فنهته عن عبادة الطغاة بطاعتهم ، وعن عبادة الأجيال السابقة باتباع سيرتها الخاطئة.
(قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ)
وحتى هذا المنذر يجب أن لا يعبد من دون الله ولو بلغ من العظمة ما بلغ.
(وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)
الذي يقهر الأعداء ويغلبهم ، ومن أبرز شواهد القهر ووسائله هو الموت الذي يخضع له الجميع ، فلا يقوى أحد على دفعه عن نفسه ، ونقرأ في دعاء الصباح لأمير المؤمنين (ع) قوله : «فيا من توحد بالعز والبقاء ، وقهر عباده بالموت والفناء» (١)
ولا ينحصر قهر الله في الموت وحسب بل يدخل في تطبيق كل حقّ وسنّة في الحياة ، ومن لا يستجيب لله وللحق الذي تتضمنه رسالاته ، وبما ينذر به الأنبياء ومن يتبعهم باختياره وإرادته فسوف يقهره الله عليه بالرغم منه ، في الدنيا إن شاء ذلك أو في الآخرة.
[٦٦] وحتى لا يستبد بنا الخوف منه تعالى ، يذكرنا برحمته وغفرانه.
(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)
ورب الشيء هو الأرأف به ، والأحرص عليه.
[٦٧ ـ ٦٨] ومن العوامل النفسية لارتكاب الخطأ ، والوقوع في الضلالة التهاون
__________________
(١) مفاتيح الجنان ص ٦٣