وقد اختلف المفسرون في كلمة «وأنزل» فكيف يمكن أن تنزل الأنعام ، وهذا مجمل ما قالوا :
١ ـ إنّ الإنزال بمعنى الإحداث والإنشاء كقوله : (قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ).
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (ع) قال :
«فإنزاله ذلك خلقه إيّاها» (١)
٢ ـ إنّه أنزلها بعد أن خلقها في الجنة ، وفي الخبر الشاة من دواب الجنة ، والإبل من دواب الجنة.
٣ ـ إنّه جعلها نزلا ورزقا ، والرزق يأتي من السماء.
٤ ـ إنّ قضاء الله وتقديره وحكمه موصوف بالنزول من السماء ، وإذا عرفنا أنّ بركات الأرض جميعا ـ أو لا أقل أكثرها ـ من السماء سواء من أشعة الشمس أو من الماء الذي ينزله الله من السماء ، عرفنا أنّ هذه التأويلات غير ضرورية ، والله العالم.
(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ)
لا أنت ولا زوجك تعلمان ما في الرحم ، وكيف يتكون الجنين ، وما هي أطوار خلقه ، حتى يصير طفلا ، ولكن الله يخلقك ويصوّرك هناك.
(فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ)
__________________
(١) تفسير نور الثقلين / ج (٣) ص (٤٧٦).