ولكن كيف؟ ومن هو الذي يعزّه الله؟
الجواب : صاحب الكلم الطيّب والعمل الصالح ، أمّا المكر السيء فيمحقه ولا يجنى منه إلّا البوار!
منذ أن كنّا نطفة أو جنينا ، الى الولادة ، وحتى زيادة العمر ونقصانه ، كلّ ذلك بيد الله ، وهو مسجّل في كتاب ، وهو عند الله يسير (فلما ذا نطلب الغنى من غيره؟ أو ليس خلقنا وأجلنا بيده ، فلو قصّر أعمارنا ماذا تنفعنا العزّة أو الغنى؟!).
وبيده الملك. أنظر إلى هذين البحرين ، أحدهما ملح أجاج ، والثاني عذب فرات. إنّهما لا يستويان (فلا يستوي الصالح ولا المسيء) ولكن مع ذلك يرزقنا الله منهما لحما طريّا ، وحلية نلبسها ، وذلّل ظهرهما للسفن الماخرة ، لتنقل البضائع ، ولتهدينا إلى نعمه فنشكره بها.
وهو الذي يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل ، وسخّر الشمس والقمر ، وحدّد مسيرتهما ، فهو المالك حقّا ، بينما لا يملك الشركاء المزعومون من قطمير (فلا بد أن نبحث عن الغنى عند ربّنا المالك ، وليس عند الطغاة والمترفين).
وهم لا يكشفون الكرب عند الشدائد ، فلا يسمعون الدعاء ، ولا يستجيبون لو سمعوا ، ولا ينفعون يوم القيامة ، ولا أحد أفضل من الخبير ينقل النبأ.
ويؤكد السياق على فقر البشر ـ كل البشر ـ الى ربه ، وأنّ الله هو الغني (فلا يجوز الخضوع لهذا وذاك طلبا لغناه).
وهل هنالك فقر أعظم من أنّ الله إن يشأ يذهبهم جميعا ويأت بآخرين بيسر؟