(ويبدو أنّ المحور الثاني الذي يتحدث عنه القرآن هنا بتفصيل ، وهو محور المسؤولية ، يتّصل بالمحور الاول ، إذ أنّ معرفة الإنسان بأنّه مجازي بعمله يجعله بعيدا عن المكر السيء ، مندفعا نحو العمل الصالح ، يبلغ أهدافه بالسعي والاجتهاد عبر المناهج السليمة).
لا أحد يحمل عن أحد ثقل أعماله ووزرها حتى ولو كان ذا قربى (ولا يفهم هذه الحقيقة ويخشى ذنبه الا من يخشى ربّه بالغيب ويقيم الصلاة ويتزكى) وانما ينذر الرسول من يخشى الله ويقيم الصلاة ويتزكى ، وانما يتزكى لنفسه.
(ويجب ان يكون مفهوما وبوضوح هذا الأمر : إنّه لا يستوي الكافر والمؤمن الصالح ، إذ هذه المعرفة تساهم كثيرا في اختيار المنهج السليم لبلوغ الاهداف).
(ما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) (فلا يستوي الكافر والمؤمن) (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) (فأين الضلالة وأين الهدى) (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) (السلام والأمن والعافية خير من الحرب والخوف والمرض) (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ) (الذين يستمعون كلام الله ويحيون به) (وَلَا الْأَمْواتُ).
وان الله بعث الرسول منذرا بعذاب نكير يصيب المكذبين كما أرسل في كلّ أمة نذيرا ومبشرا الصالحين بأنّ لهم أجرا حسنا.
(والمحور الثالث في السورة فيما يبدو هو الاشارة إلى اختلاف ألوان الجبال ، وألوان البشر والدواب والانعام ، ووعي العلماء لإشارات هذا الاختلاف ، وأنّهم المصطفون الذين أورثهم الله الكتاب على اختلاف مستوياتهم ، وجزاءهم الحسن عند ربهم ، ولعله يتصل بالمحور الأول في بيان نموذج حيّ عمن اتبع رضوان ربه فهداه الله إلى السبيل القويم للعزة والغنى والجزاء الحسن).